Sunday, April 22, 2007

جحيماً يا أستاذ

شعري بقى قد كده (عدا المنطقة في المنتصف فهي تستعد لتتحول إلي صحراء جرداء) و لهذا كان من الضروري الحلاقة خاصة و أني لا أستطيع التركيز جيداً مؤخراً فكان لابد من الحلاقة
ذهبت عند حلاقي المعتاد و هو يعمل و معه ولداه واحد منهم في أواخر العشرينات و الآخر في التاسعة عشر
الثلاثة تبادلوا حلاقة رأسي في مراحلها المختلفة في حياتي
يعني لما كان شعري سايح و طويل و طبل و زمامير كان محتاج واحد خبرة علشان يظبطهولي لذا كان الأب هو من يقول بالحلاقة
و بعد بداية ظاهرة التصحر ما بدأت تدخل إلي رأسي أصبح الإبن الأكبر هو من يقوم بالعملية لأن شعري بقى لقمة سائغة بالنسبة له
و بعد ما التصحر أصبح هو الطبيعي في شعري و أيقنت أنه لا فائدة لذا قررت بأني سأقوم بسحلة كل مرة و حلاقته كله على بعضه لذا كان من الأفضل أن يقوم الإين الأصغر بهذه المهمة حيث أنها غير صعبة بالمرة مجرد أقعد و يجيب المكنة و تييييييييت و خلاص
والله مصلحة مش باضيع أي وقت خالص في الحلاقة

المهم النهاردة كان غريب لأن الإبن الأصغر مش موجود و عرفت أنه دخل الجيش
حلقلي الإبن الأكبر و هو بيفتكر أيام زمان لما كان شعري في أوج مجده و قعدنا نتكلم عن أخوه و الجيش و بالطبع و للأسف طالما جت سيرة الجيش بتيجي سيرة السياسية ثم سيرة الريص.
لا أذكر بالطبع الحديث كله أو من بدايته و لكن هذا كل ما اتذكر :
- كل المستثمرين بيحبوه لأنه سهلهم العملية أصله - لامؤاخذة يا أستاذ - قلع البلد اللباس و قالهم اعملوا اللي انتوا عاوزينه فيها والشعب كله بيكرهه و بيكره الحزب الوطني
و هنا تدخل والده و قال "ما انت في الحزب الوطني
- هو انت في الحزب الوطني ؟
- أنا أمين لجنة في الإنتخابات بس والله مش بمزاجي يا أستاذ
خرج والد الحلاق للصلاة بعد أن حاول أن يوقفه عن الكلام ثم زغده (يمكن يكون فاكرني أمن)
- يعني بتزور ؟ (قلتها بهزار) و ازاي يعني عضو مش بمزاجك؟ (انا عارف مسبقاً انهم بيضموا ناس قسراً زي أمناء اتحادات الطلاب في الجامعات)
- كنت في يوم رايح انتخب لقيت القاضي بيقوللي
- انت متعلم
- أيوة يا باشا معايا معهد كمبيوتر
- بتشتغل ايه
- حلاق
- طب بص يا ماهر دلوقتي مرشح الحزب الوطني - اللي هو هايكسب طبعا ً - مبعتليش أمين لجنة ولو مفيش أمين لجنة كل الأصوات دي هاتبقى باطلة، كل اللي انت هاتعمله انك هاتقعد معانا تبقى أمين اللجنة و هاتتغدى و هاتمضي و تاخد خمسين جنيه لما نخلص
- بس يا باشا أنا ورايا شغل.
- النهاردة الاتنين و انتوا أجازة ولا ايه ؟
طبعاً الحلاق ماتعرفش اتكسف ولا خاف ولا ايه بالضبط و اضطر يوافق و ازاي أصلاً أي حد يبقى أمين لجنة لكن إحنا في بلد المعجزات فمرضيتش أعلق
- جابولنا غدا محترم كان فيه نص فرخة و كنت شايف العيال قاعدين في اللجنة كل واحد ماسكله كشف بيسوده
- طب افرض حد جه و هما مسودين إسمه مش هايعرف ؟
- صعب أصلهم بيعملوا كده و الساعة حوالي خمسه و كمان ساعتها كانت انتخابات مجلس الشورى و مش كتير اللي بييجوا
عارف بالضبط يا أستاذ هي عاملة زي الإمتحانات بتاعت المدارس رئيس اللجنة يدخل و يقول للعيال غشوا و يخرج هو بره ده اللي كان بيحصل في الإنتخابات
العيال اللي ماسكين اللجنة كل واحد بياخد مثلاً بتاع 200 اسم يسودهم و يحطولهم الورق و أنا طبعاً مش قادر أتكلم و بليل لما خلصنا الصناديق مضيت و خدوا مني نمرتي و الضابط قالي آخد رقم موبايله و قالي "انت دلوقتي بقيت مننا و لو أي حاجة حصلتلك أو أي حد ضايقك بس اتصل بيا ، انت خدمتنا ولازم نخدمك"
و بعديها لقيتهم كلموني و قالولي آجي اعمل كارنيه الحزب و بقيت مكتوب عندهم ان انا أمين لجنة في أي انتخابات بس بعد كده بقيت أروح اللجنة بتاعتي في الآخر أمضي على الورق و أمشي و بليل مش بأروح آخد الفلوس لأنها فلوس حرام
- انت تعرف ان التزوير في الإستفتاء الأخير اتصور فيديو
- أيوة سمعت، انت متعرفش ايه اللي حصل عندنا هنا، رحت اللجنة في الاواخر كالعادة لقيت الضابط بيسلم عليا و يقولي تعالى أما أقولك العيال بنت ال(تيت) دي عملت ايه (قصده على اللي ماسكين اللجنة)
- الواد ابن (تيت) ده عمل كشفين (كشوف الناخبين) و الواد ابن ال(تيت) ده عمل كذا كذا كذا، دلوقتي احنا نقدر نعمل أي حاجة احنا عاوزينها من غير إذن نيابة يعني ممكن نصور الراجل و هو نايم مع مراته و نصوره في الحمام و هو من غير لباس و نقبض عليه في أي وقت و نعمل فيه اللي احنا عاوزينه ، الريص خدمنا و كان لازم نخدمه (يقصد التزوير طبعاً)
- بس يا أستاذ و تلاقي الناس في المجلس تقولك إن ده هايبقى عند الضرورة فقط الله يخرب بيوتهم
نعيماً يا أستاذ
- نعيماً ؟!

كما قال أخونا أيوب "نحن في الخراء حتى الأعناق...... لهذا السبب فقط نعيش مرفوعي الرؤوس"

1 comment:

شغف said...

أقول ايه بس؟

يا بني هوه الواحد كل ما يجي يقول ينسى يلاقي حد يطخه بالحقيقة كده تاني؟

التشبهين اللي هنا في حد ذاتهم مصيبة
و صح للأسف

تشبيه الابن الأكبر للي عملوا اسمه ايه ده اللي ما يتسماش في البلد


و تشبيه أيوب اللي في الآخر

جحيما لحرامية البلد دي و مخربيها يا أخي في الدنيا قبل الآخرة