نصف هذه القصة حقيقي>>
كانوا راكبين الأتوبيس مع بعض مروحين من الكلية بعد يوم شاق>>
يا ستار يا رب>>
حادثة فظيعه>>
واحد من الناس المتشعبطة في الأتوبيس اللي قدامهم وقع منه على رأسه و الجرح فظيع و الشاب عينه متحجرة>>
سواق الأتوبيس اللي هما فيه مهتمش و كمل مشي يعني معرفوش مصير الشاب ده ايه.>>
تخيل نفسه في موقف الشاب ماذا سيكون رد فعل أصدقاؤه و أقاربه>>
ماذا سيقول الناس عنه بعد إصابته أو موته>>
ما هو رد فعل أسرته>>
ما هو شعور معارفه>>
>>
- -أنت عارف انا بأفكر في ايه دلوقتي ؟
قالها صديقه و هو ينظر في اتجاه آخر>>
- ايه ؟
- هاعمل ايه لو حصلك زي الشاب ده
- .......
- يعني هالحقك ازاي و ايه أقرب مستشفى من هنا و هاحس بإيه و هابلغ أهلك ازاي
>>
و هنا فقط أحس بمدى سلبيته>>
فقد تخيل نفسه في موقف الضعيف لكيلا يضع ذاته في موقف المسؤول المطلوب منه التصرف>>
شعوره دائماً بأنه ضحية زرع بداخله الخوف من حمل أي مسؤولية>>
دائماً يلقي باللوم على الآخرين:>>
>>
أصل البلد هي السبب>>
أهلي هما اللي عملوا كده>>
إخواتي هما اللي معطلين نجاحي>>
الجيران مزعجين>>
المنطقة مش نضيفة>>
الظروف واقفة في طريقي دائماً>>
طول عمري حظي وحش>>
>>
دائماً يركز على ما حوله من سلبيات>>
دائماً ينقض كل شيء و يسخر و يرفض من أي محاولة يراها من نفسه أو من آخرين لجعل حياته أفضل>>
يريد دائماً إستمرار الشعور و كأنه ضحية لكي يستمر في إلقاء اللوم على الآخرين>>
>>
- اللوم بيخلي الناس اللي حواليك تسكت و ما تطلبش منك حاجة
- ده مش سكوت ده تجنب وانت عارف كده كويس ولا انت عاجباك نظرات أهلك المليانة بالحسرة
- ........
- بس أحسن ما تخليهم يطالبوك أو يضغطوا عليك في حاجة
- يبقى انت اللي سلبي و معندكش ثقه في نفسك، لو كنت تعرف تقول لأ و تقنعهم أو حتى ماتقنعهمش كنت هاتخليهم يعرفوا ان الضغط عليك مفيش منه فايدة
لو انت واثق في قراراتك كنت من الأول هاتعرف تمشي لوحدك و هما بس كانوا هايقوموا بدور المراقب من بعيد و نصحك إذا لزم الأمر>>
لكن انت اللي خليتهم يتحكموا في حياتك و يرسمولك الخطوط العريضة ليها>>
>>
تحدث إلي نفسه و شعر بسعادة لأنه -أخيراً- واجه نفسه بعد تأجيل دام الكثير و الكثير>>
و قرر أنه سيبدأ ثورة>>
>>
ثورة على من تسول له نفسه التحكم بحياته>>
ثورة على من يعتقد أنه (فاهم الدنيا) و يقدر ينصحه بسبب و بدون>>
ثورة على من يريد وضعه في قالب جاهز ليكون (أهو واحد زي غيره و خلاص)>>
ثورة على نفسه في المقام الأول>>
>>
- بتضحك على ايه يله
- .......
- فرحان كده ليه ؟ ، أنا طول عمري بأقول عليك سادي
ده بدل ما تتعظ من اللي حصله>>
- شكراً
- على ايه ياخويا
- لأني اتعظت خلاص
>>
و اكملا حديثهم الذي كانوا يتناقشون فيه قبل الحادث