Monday, March 26, 2007

حادثة


نصف هذه القصة حقيقي>>

كانوا راكبين الأتوبيس مع بعض مروحين من الكلية بعد يوم شاق>>

يا ستار يا رب>>

حادثة فظيعه>>

واحد من الناس المتشعبطة في الأتوبيس اللي قدامهم وقع منه على رأسه و الجرح فظيع و الشاب عينه متحجرة>>

سواق الأتوبيس اللي هما فيه مهتمش و كمل مشي يعني معرفوش مصير الشاب ده ايه.>>


تخيل نفسه في موقف الشاب ماذا سيكون رد فعل أصدقاؤه و أقاربه>>

ماذا سيقول الناس عنه بعد إصابته أو موته>>

ما هو رد فعل أسرته>>

ما هو شعور معارفه>>

>>

- -أنت عارف انا بأفكر في ايه دلوقتي ؟

قالها صديقه و هو ينظر في اتجاه آخر>>

- ايه ؟

- هاعمل ايه لو حصلك زي الشاب ده

- .......

- يعني هالحقك ازاي و ايه أقرب مستشفى من هنا و هاحس بإيه و هابلغ أهلك ازاي

>>

و هنا فقط أحس بمدى سلبيته>>

فقد تخيل نفسه في موقف الضعيف لكيلا يضع ذاته في موقف المسؤول المطلوب منه التصرف>>

شعوره دائماً بأنه ضحية زرع بداخله الخوف من حمل أي مسؤولية>>

دائماً يلقي باللوم على الآخرين:>>

>>

أصل البلد هي السبب>>

أهلي هما اللي عملوا كده>>

إخواتي هما اللي معطلين نجاحي>>

الجيران مزعجين>>

المنطقة مش نضيفة>>

الظروف واقفة في طريقي دائماً>>

طول عمري حظي وحش>>

>>

دائماً يركز على ما حوله من سلبيات>>

دائماً ينقض كل شيء و يسخر و يرفض من أي محاولة يراها من نفسه أو من آخرين لجعل حياته أفضل>>

يريد دائماً إستمرار الشعور و كأنه ضحية لكي يستمر في إلقاء اللوم على الآخرين>>

>>

- اللوم بيخلي الناس اللي حواليك تسكت و ما تطلبش منك حاجة

- ده مش سكوت ده تجنب وانت عارف كده كويس ولا انت عاجباك نظرات أهلك المليانة بالحسرة

- ........

- بس أحسن ما تخليهم يطالبوك أو يضغطوا عليك في حاجة

- يبقى انت اللي سلبي و معندكش ثقه في نفسك، لو كنت تعرف تقول لأ و تقنعهم أو حتى ماتقنعهمش كنت هاتخليهم يعرفوا ان الضغط عليك مفيش منه فايدة

لو انت واثق في قراراتك كنت من الأول هاتعرف تمشي لوحدك و هما بس كانوا هايقوموا بدور المراقب من بعيد و نصحك إذا لزم الأمر>>

لكن انت اللي خليتهم يتحكموا في حياتك و يرسمولك الخطوط العريضة ليها>>

>>

تحدث إلي نفسه و شعر بسعادة لأنه -أخيراً- واجه نفسه بعد تأجيل دام الكثير و الكثير>>

و قرر أنه سيبدأ ثورة>>

>>

ثورة على من تسول له نفسه التحكم بحياته>>

ثورة على من يعتقد أنه (فاهم الدنيا) و يقدر ينصحه بسبب و بدون>>

ثورة على من يريد وضعه في قالب جاهز ليكون (أهو واحد زي غيره و خلاص)>>

ثورة على نفسه في المقام الأول>>

>>

- بتضحك على ايه يله

- .......

- فرحان كده ليه ؟ ، أنا طول عمري بأقول عليك سادي

ده بدل ما تتعظ من اللي حصله>>

- شكراً

- على ايه ياخويا

- لأني اتعظت خلاص

>>

و اكملا حديثهم الذي كانوا يتناقشون فيه قبل الحادث

1 comment:

شغف said...

حلوة جداااااا

بس المشكلة فعلا في الأكواد المحطوطة دي جنب الكلام

يا ريت تشيلها لأنها مبوظة القراية

و لينا كلام بعدين
:)